إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم باب واسع من أبواب الخير، وسبب قوي لمغفرة الذنوب، وذهاب الهموم، ودواء ناجع لشفاء النفوس من داء البخل، فلا عجب أن نرى سلفنا الصالح يحافظون على موضوع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أيما محافظة.
وقد بلغ من عنايتهم بموضوع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أن أفردوا فيه المؤلفات، وكان ممن ألف في هذا الموضوع الإمام ابن قيِّم الجوزية رحمه الله في كتابه صلى الله عليه وسلم جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام)).
وهو كتاب فرد في معناه،لم يُسبَق إلى مثله في كثرة فوائده وغزارتها، قيِّم في معناه، قيِّم في محتواه، قيِّم في موضوعه، إلا أن فيه بعض الإطناب، والإكثار من طرق الحديث، والكلام على بعض الرواة جرحاً وتعديلاً، كما أنه يورد بعض الأحاديث التي تُروَى بأسانيد ضعيفة.
لذلك قام مؤلف هذه الرسالة باختصار هذا الكتاب القيم، ليكون سهل القراءة، خفيف المحمل، سهل الحفظ والدراسة.
وقد جاءت الرسالة في مقدمة مختصرة وخمسة أبواب:
الباب الأول: في الأحاديث الواردة في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الباب الثاني: في بيان معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والصلاة على آله، وتفسير الآل.
الباب الثالث: في مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، التي يتأكد طلبها وجوباً أو استحباباً.
الباب الرابع: في الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
الباب الخامس: في الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم.
ينصح به: كل محبٍّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم يبتغي أن يحشر تحت لوائه.