بديع الطراز في معالم منهج الفتوى عند الإمام ابن باز
يتحدَّثُ هذا الكتابُ عن عَلَمٍ مِنْ أبرزِ أعلام هذا العصر، طبَّقتْ شهرتُه الآفاق في العلوم الشرعية كافة، وفي مجال الفَتوَى خاصة، شخصيةٌ عِلْميةٌ نادرةٌ تُعَدُّ أنموذجاً مشرقاً في العلم والدِّراية، ومثلاً ذائعاً في الاجتهاد والفتوى، وذلك لما تَميَّزَ به من منزلة علميةٍ سامية، ومكانة إفتَائية عالمية، ولما تمتَّع به من منهج متميِّزٍ في الفتوى، قلَّ نظيره في هذا العصر؛ مما يجعله جديراً بالاهتمام والعناية، والدِّراسة والرِّعاية.
كما يُعدُّ هذا الكتابُ لَبِنةً جَدِيدةً في بناء صرح العلم والفَتوَى الشامخ، وبحثاً علمياً استقرائياً منهجياً، يركِّز على مَعَالِمِ منهجه رحمه الله في الفتوى، والأُسُسِ التي بَنَى عليها فتاويه.
كما تبرُز أهمِّيةُ هذا الكتابِ في كَونِه:
1- يُبرِزُ لنا صفحةً مشرقةً من صفحاتِ عُلمائِنا الأجِلَّاء.
2- وللحاجةِ الماسَّةِ للمكتبة الإسلامية إلى أبحاثٍ مستقلَّةٍ تُبرِزُ معالمَ منهجِ هذا العالم الجليل.
3- وما لأمر الفتوى من خطورة في الإسلام، لاسيما مع كثرة النوازل والمستجدات، وتسارع الحوادث والمتغيرات في هذا العصر.
4- وما للمنزلة العلمية الرَّفيعة التي حظي بها هذا العلم الجليل، وما كان يتميز به رحمه الله من منهج فريد في الفتوى، ينبني على معالم راسخة، وركائز متينة جديرة بالعناية والاهتمام.
5- ولِمَا قَذفَتْ به المَدَنيةُ الحَدِيثةُ مِنْ وسائلِ التِّقاناتِ والفضائياتِ وشبكات المعلومات، وخوضِها في قضايا الفُتيا في الأمَّة، وتصدُّرِ مَنْ ليسَ أهلاً لهذا المنصب العظيم.
وقد تَمَيَّزَ هذا الكتابُ بعدَّةِ مزايا أهمُّها:
1- الاستقراءُ والتَّتبُّع لمعالم منهج الشيخ رحمه الله في الفَتوَى، من خلال مجموع فتاواه المطبوع، باعتباره مصدراً أصيلاً في حصر فتاويه وبيان منهجه في الفتوى.
2- الإفادةُ من كُتُبِه ورسائلِه المطبوعة، وكذا ما سجِّل له بصوته من الفتاوى، أو ما هو مستفيضٌ عنه من منهج الفتوى بين أهل الاختصاص وطلاب العلم.
3 - الرجوعُ إلى ما كُتب عن الشيخ رحمه الله من كتب ومؤلفات ورسائل ومجلَّات، مما يُعد مصدراً ثراً في بيان منهج الشيخ رحمه الله في الفتوى.
4- استقراءُ كُلِّ ما صدر عن الشيخ رحمه الله من الفتاوى، وذلك لاستظهار مَعَالِم منهجه في الفتوى، مُدعَّمة ببعض النماذج والأمثلة.
5- اعتماد نقل نص الفتوى، مع التوثيق والعَزْوِ لمصادرها.
هذا وقد تم تقسيمُ الكتاب إلى تمهيدٍ وفَصلَين:
* فالتمهيد: يتضمن ترجمة موجزة للعلامة ابن باز.
* والفصل الأول: في الفتوى.
* والفصل الثاني: في معالم منهج الشيخ ابن باز في الفتوى.
أما صاحب الترجمة فهو:
الإمامُ الشيخُ العَلامةُ أبو عبدِ الله عبدُ العَزِيزِ بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الرَّحمنِ آلُ بَازٍ، وُلدِ في مدينة الرياض سنةَ (1330ﻫ)، وحفظ القرآن الكريم قبل البلوغ، ثم بدأ بتلقي العلوم الشرعية والعربية على علماء الرِّياض، وكُفَّ بصرُه سنة (1350ﻫ).
- وَلِيَ قضاءَ الخرج بين عامَي (1357-1371ﻫ).
- قام بتدريس الفقه والتوحيد في المعهد العلمي بالرياض بين عامَي (1372ﻫ-1380ﻫ).
- عُيِّنَ نائبَ رئيسِ الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منذ افتتاحها عام (1381ﻫ) وحتى عام (1390ﻫ).
- ثم عُيِّنَ رئيساً للجامعة الإسلامية بين عامَي (1390- 1395ﻫ).
- ثم عُيِّنَ سنة (1395ﻫ) رئيساً عامًّا لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، برُتبة وزير.
- وفي عام (1416ﻫ) عُين مفتياً عامًّا للمملكة العربية السُّعودية، بالإضافة إلى احتفاظه برئاسة البحوث العلمية والإفتاء.
كما تولَّى رئاسةَ هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، ورئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، ورئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد برابطة العالم الإسلامي، ورئاسة مجلس المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، وعضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعضوية للهيئة العليا للدعوة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية.
كما نال جائزة الملك فيصل العالمية-فرع خدمة الإسلام، عام (1402ﻫ- 1982م)، تقديراً لنشاطاته في مجال الدعوة إلى الله، وإسهاماته في حقل التعليم الإسلامي والبحث والدراسات والإفتاء، واهتمامه الكبير بقضايا الإسلام والمسلمين في العالم.
توفي - رحمه الله - سنة (1420ﻫ- 1999م) عن عُمرٍ ناهَزَ التِّسعين عاماً.
من مؤلفاته: ((الفوائد الجلية في المباحث الفرضية))، و((التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة))، و((الشيخ محمد بن عبد الوهاب - دعوته وسيرته))، و((التحذير من البدع))، ((الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة والقائمين عليها))، ((حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار في الكتاب والسنة))، و((نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع))، و((نقد الاشتراكية))، و((تصحيح وتنبيه))، و((فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد)) مشترك، و((موقف اليهود من الإسلام وفضل الجهاد في سبيل الله))، و((عدوان حاكم العراق))، بالإضافة إلى مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، وصلت إلى عشرين مجلداً.
أما المُؤلِّف فهو:
الأستاذُ الدُّكتورُ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدِ العَزيزِ بنِ عبدِ اللهِ السُّدَيسُ إمامُ وخَطِيبُ الحَرَم المَكِّيِّ الشَّرِيفِ منذ عام (1404ﻫ- 1984م)، والرئيسُ العامُّ لِشؤُون المَسجدِ الحَرامِ والمَسجِدِ النَّبَويِّ منذ عام (1433ﻫ- 2012م).، وأستاذُ الدِّراساتِ الشَّرعِيَّةِ العُلْيا في جامعة أم القرى بمكَّةَ المُكرَّمة.
ولد في مدينة الرياض بالمملكة العربية السُّعودية سنةَ (1382هـ - 1960م)، ويرجِعُ نسبُه إلى قبيلة عنزة بن ربيعة بن عدنان.
- حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشرة.
- وحصل على الشهادة الثانوية من معهد الرياض العلمي بتقدير ممتاز سنة (1399هـ - 1979م).
- ثم حصل على الإجازة الجامعية من كلية الشريعة في جامعة الملك سعود سنة (1403هـ - 1983م).
- وحصل على درجة الماجستير في أصول الفقه بتقدير ممتاز من كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة (1407هـ - 1987م).
- كما حصل على درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية بتقدير ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة من كلية الشريعة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وذلك سنة (1416هـ - 1995م).
- كما حصل في العام ذاته على جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.
- وكما حصل مؤخراً على درجة الأستاذية في تخصص أصول الفقه من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
مِنْ مُؤلَّفاتِه:
- ((المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي)) رسالة الماجستير.
- و((الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي)) أطروحة الدكتوراه.