إن للفرائض أهميةً بالغةً في دين الإسلام وحياة المسلمين، أكدها كتاب الله ـ عز وجل ـ، وبينتها سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، لذا ينبغي على المسلم أن يحرص على تعلمها، فبتعلمها تعرَف حقوق الناس المالية، ولا غنى لأحد عنها لحاجة الجميع إليها؛ إذ لا بد للميت أن يترك مالاً، وحتى لا يظلم الناس بعضهم بعضاً تولى الله ـ سبحانه وتعالى ـ بيانها أحسن بيان.
وقد كان العلماء ينظمون المتون في مختلف الفنون، وقد قالوا: ((من حفظ المتون حاز الفنون)).
ومن المنظومات التي ألفت في هذا الفن منظومة ((البرهانية))، وهي من أفضل المنظومات التي ألفت، وأخصرها، وأسهلها حفظاً، وهي مؤلفة من (113) بيتاً فقط، وقد حوت معظم أبواب المواريث، فهي أفضل من منظومة ((الرحبية)) ـ وأبياتها (176) بيتاً ـ التي ذاع صيتها وانتشر، فما أورده الرحبي ببيتين أو ثلاثة أورده البرهاني ببيت واحد، وهي عذبة الألفاظ، لا تقل عذوبة عن ((الرحبية))، مع أن الرحبي ـ رحمه الله ـ لم يذكر باب ذوي الأرحام.
وقد ترجم المحقق للناظم والمؤلف ترجمة وافية، وعرف بقيمة الكتاب وأهميته،كما أنه ترجم للأعلام، ونسب كل قول إلى قائله قدر الاستطاعة والإمكان، ووثق المسائل الخلافية من كتب الفقهاء، إلا أنه لم يرجح بينها.
وعمل الفهارس العلمية التي يتطلبها النص المحقق؛ شاملة الآيات، والأحاديث، والمصطلحات، والمسائل الملقبة، والأعلام، والمراجع، والموضوعات.
ينصح به: كل مهتم بالفرائض لما لهذا العلم من الأهمية البالغة، والضرورة الملحة على تعلمه، وهو علم يجمع بين الفقه والحساب، وله من الأهمية ما لهذين العلمين من الأهمية.