دار النوادر
دار النوادرFacebookTwitterLinkedInGoogle
الفقر أسبابه , آثاره , علاجه من منظور إسلامي
الفقر أسبابه , آثاره , علاجه من منظور إسلامي
رُوي أن عمر بن عبد العزيز ولَّى رجلاً يقال له: (جعونة)، أذربيجان، فقال لـه: ’يا جعونـة، إني قد ومقتك (أحببـتك)، فاحذرنِ أن أمقـتك (أبغضك)، وإنِّي وليتك أذربيجان، فاتَّق الله وسِرْ فيهم بكتاب الله، وسُنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا تقول: أجمع لولدي، فإن (كان) الله تبارك وتعالى، كتب لولدك الغنى لم يضرهم ألاَّ تترك لهم درهماً، وإن كان كتب لهم الفقر، لم تنفعهم الدنيا، هل تدري يا جعونـة ما يحـب أهلك لك؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، يُحبون صلاحي قال: ’لا والله، ما يحبون صلاحك، ولكن يحبون ما أقام لهم سوادك، وما أكلوا في غمارك، وما تركوا على ظهرك، فاتَّق الله ولا تطعمهم إلا طيباً‘.
وكتب أبو الدرداء إلى بعض إخوانه، وخاف عليه حب ولده: أما بعد: ’يا أخي، فإنك لسـت في شـيء من الدنيا، إلاَّ وقد كان لـه أهلٌ قبلك، وستكون أهل بعدك، وإنَّما تجمع لمن لا يحمدك، وتصير إلى مَن لا يعذرك، وإنما تجمع لأحد رجلين: إما محسن فيسعد بما شقيت له، وإمَّا مفسد فيشقى بما جمعت له، وليس واحد منهما أهلاً أن تؤثره على نفسك... لمن مضى منهم رحمة الله، ولمن بقي منهم رزق الله، والسلام‘.
إن من غرائز الإنـسان حُب المال، والسـعي الحثيث إلى جمعه، ﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾[الفجر:20]، ومن حكمـة الله تعالى أن جـعل الناس طبقات، ليتخذ بعضهم بعضاً سخريا، ولحِكَمٍ أُخرى يراها سبحانه وتعالى، فهذا غني وذاك فقيـر، ومـع هذا وذاك، فباب العمل مفتـوح للجميع، والسعي نحو الغنى ميسر لكل إنسان.
وحثَّ النبي الكريم أتباعه على التزود بالمال الحلال، وإلى جانب العمل والكد والسعي، علَّم الجميع أن يسألوا الله تعالى من فضله: ’اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى‘. والغِنى المطلوب هو ما أدَّى صاحبُه حقَّه من الزكاوات والإنفاق المشروع.
إن نِعَم الله تعالى لا تُعد ولا تُحصى، ولعل نعمة الأمن إلى جانب نعمة الشـبع، تأتيان في ذروة النعم، بدليل أن الله تعالى امتنَّ بهما على قريش، وعلى كثير من عباده، بقوله تعالى: ﴿} فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ﭝ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴾[قريـش: 3 ـ 4] وجعلهـما الله نوعاً من أنواع الابتلاء والاختبار، ﴿ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ﴾[النحل: ١١٢].
وما الحروب الشرسة التي تطحن البشر، وتزهق الأرواح البريئة، وتجعل الديار خرائب، إلا نتيجة من نتائج الطمع والجشع، والسيطرة على خيرات الآخرين، والاستزادة من المال، بحق أو بغيره.
ولما كان الفقر مشـكلة اجتماعيـة، وآفـة من الآفات، يعاني منها السواد الأعظم من البشر، تحتاج إلى وضع الحلول، وإرشاد الناس إلى الطريق السوي الذي رسمه الإسلام لهم لحل هذه المشكلة، وبيان ما للفرد من حقوق، وما عليه من واجبات، غنياً كان أو فقيراً...
ومن وحي لقاءاتي المتكررة: الفضائية، والإذاعية، والمحاضرات، والندوات، في حل هذه المشـكلة، أحببت توسـيع دائرة الاطلاع على هذا الموضوع، والكتابة فيه متجنباً الإيجاز المخل، أو التطويل الممل، بأسلوب فيه الحداثة والمعاصرة، مع الاستفادة من التراث الذي خلَّفه الأجداد والآباء، ناسباً الأقوال لأصحابها وذويها، عملاً بأصول البحث، مبيناً أسـباب الفقر، وآثاره، وطرق علاجه، على هدي القرآن الكريم، والسنة المطهرة، عسى أن يسهم في حل جزء من مشكلة، عانى ويعاني منها كثير من الناس في كل زمان ومكان.
لقد حوى البحث في فصله الأول: الفقر وأسبابه ونظرة الناس إليه، وفي الفصل الثاني: أسباب الفقر الخارجية والذاتية، وفي الفصل الثالث: وسطية الإسلام في الكسب والإنفاق، وفي الفصل الرابع: بيان آثار الفقر وما يسببه من مشكلات، وفي الفصل الخامس: وضع الأدوية الناجحة لحل المشـكلة، كالعلاجات الإيمانية والعملية والاجتماعية والدولية، وانتهى بخلاصة له.
أرجو الله تعالى أن أكون قد وُفِّقت، إلى المساهمة مع من سبقني، أو يلحقني، في إيجاد الحلول لهذه المشكلة التي تعتبر من أكبر المشكلات التي يعاني منها البشـر، وأن يجعل ذلك في ميزان حسـناتي المقبولـة، إنه نعم المجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
   المجموعةسلسلة دراسات في الاقتصاد الإسلامي
   الناشردار النوادر
   عنوان الناشردمشق
   سنة النشر (هجري)1433
   سنة النشر (ميلادي)2012
   رقم الطبعة1
   نوع الورقكريم شاموا
   غراماج الورق70
   مصدر الورقياباني
   قياس الورق17 × 24
   عدد المجلدات1
   عدد الصفحات256
   الغلافكرتونيه
   ردمك9789933459819
   تأليف/تحقيقتأليف
   تصنيف ديوي
USD16
https://daralnawader.com/الفقر-أسبابه-,-آثاره-,-علاجه-من-منظور-إسلامي
 تحميل
 كلمات مفتاحية
 تعليقات الزوار
احمد: 

قفقفقف

2014-05-20 11:48:41 am
محمد: 

شكر

2014-05-20 11:48:41 am
احمد بودياؤ: 

السلام عليكم ورحمة الله

2014-05-20 11:48:41 am
اسم المستخدم
كلمة المرور
 مشاركة