كشف الحقائق في شرح كنز الدقائق للإمام النسفي
هذا كتابٌ جليلٌ فريدٌ في الباب، جامعٌ لتَحقيقاتِ أولي الأَلْباب، موافقٌ لنُصوص الكُتُب المُحَرَّرة، مُؤَيَّدٌ بالنُّقُولِ المُعتَبَرة، جَمَعَ فيه مؤلِّفُه ما تفرَّقَ في غيرِه من المُصنَّفَات مِنْ كُلِّ دَقيقةٍ رَقِيقة، وكَشَفَ مُعمَّى المُعْضِلات مُبَيِّناً لِكُلِّ حقيقة، مازِجاً أجناسَ المَسائلِ بفُصُولِها، وبَانياً فُرُوعاً علَى أُصُولِها، وأظهَرَ ما في ((الكنز)) مِنَ الخَفايا، وما في زَوَاياه مِنَ الخَبَايا، فجاءَ سِفْراً طابَقَ اسمُه مُسَمَّاه، وحَوَى مِنْ دقائقِ العُلُوم ما يُنْبِي عنْ عظيمِ فَحْوَاه.
فقد جَمَعَ فيه مؤلِّفُه بينَ الدِّراية والرِّواية، وسَلَكَ فيه مَسلَكَ ابنِ الهُمام في ((شرح الهداية))؛ حيثُ شَرَحهُ بالكِتابِ والسُّنة، وبما ثَبَتَ بالقياس وإجماع الأُمَّة، وجَهَدَ في تحقيق الحقِّ كَيْلاً بِكَيْل، ولم يذهبْ فيه مَذهبَ حاطِبِ لَيل.
هذا وقد جَمَعَهُ مُؤَلِّفُهُ مِنَ الكُتُبِ المُعتَبَرة، مُعرِضاً عن تكثيرِ صُوَرِ المَسَائلِ وتقيِيداتِها، عازِياً كلَّ قَولٍ إلى قائلِه تنويهاً لذكرِه، مقتصراً فيه علَى مُعتمَدِ الأقوال، عاضداً لها بذكر الأدلَّة العقلية والنقلية في جميع الأحوال، فهو كتابٌ جامعٌ في بابه، حاوٍ مُتُونَ الكُتُبِ والمُؤَلَّفات، مُغنٍ عن كَثيرِ الشُّرُوحِ والمُطوَّلات، خاصَّةً منها شروحَ ((الكنز)).
كما تنبُع أهمِّيةُ هذا الكتابِ مِنْ كَونِه اعتَنَى فيه مؤلِّفُه بشرحِ متنٍ مَتِينٍ يُعدُّ مِنَ المُتُونِ الأربعةِ التي عليها الاعتمادُ في ظاهر الرِّواية عند فقهاء الحَنَفيَّة، ويُقدَّمُ ما فيها على ما سِواها عند المُعارَضة، وقد أطبَق الناسُ على شهرته، وأجمع العُلَماء علَى عَظيم نفعِه وجَميلِ فضلِه، ألا وهو ((كَنزُ الدَّقائق)) للشيخ الإمام أبي البركات عبد الله بن أحمد، المَعرُوفُ بحافظِ الدِّين النَّسَفي الحَنَفيِّ، المُتوفَّى سَنةَ (710هـ)، صاحبِ التفسير المشهورِ بـ((مدارك التنزيل وحقائق التأويل))، وصاحب متن ((المنار)) أو ((منار الأنوار)) في الأصول.
أما المُؤلَّف فهو:
العَلَّامةُ الشَّيخُ عبدُ الحَكِيمِ الأفْغانيُّ القَنْدَهاريُّ (1251 - 1326هـ) ، فقيهٌ حنفيٌّ وَرِعٌ مِنَ الزُّهَّاد، وُلِدَ في قَنْدَهَار مِنْ بلادِ الأفْغَانِ، وسَكَن دِمَشقَ وتُوفِّيَ بها، وكانَ يأكُلُ مِنْ عَمَلِه، ولا يَقبَلُ مِنْ أحدٍ شيئاً، عَرَفَ النَّاسُ فَضلَه، فأقبَلُوا على تَلَقِّي الفِقهِ والحَدِيث وشَتَّى العُلُوم عنه.
له شروحٌ وحَوَاشٍ تدُلُّ على عِلِمٍ وتَحقيقٍ كَبِيرَين، منها: ((كَشفُ الحَقائقِ عن كنز الدَّقائق)) في فقه الحنفية، وهو كتابُنا هذا، و((شرحُ الشاطبية))، و((حاشِيةٌ علَى شرح البُخاري))، وحَواشٍ وتعليقاتٌ على ((الهداية)) للمرغيناني، وعَلى ((حاشية ابن عابدين)) في الفقه الحنفي، وله ((شرحُ المَنار)) للنسفي في الأصول، وحاشيةٌ على ((تفسير النسفي)) سَمَّاها: ((التَّيسير والتسهيل لفهم مدارك التزيل))، وقد عُنِيت دارُ النَّوادر بطبعِها وتحقيقِها، وسَترَى النُّورَ قريباً بعَونِ الله وتوفِيقه.
أصلُ هذا الكتاب:
طُبِعَ هذا الكتابُ عنِ الطبعةِ الأصليةِ المُعتمَدةِ والمَطبُوعة في المطبعة الأدبية بمصر المَحمِيَّة سنةَ (1318هـ)، وفي مطبعة الموسوعات بمِصرَ أيضاً سنة (1322هـ)، وقد اعتنَى بتصحيح طبعة (المَوسُوعات) تلميذُ المُؤلِّف العَلَّامةُ الشَّيخُ محمُودُ بنُ رَشِيدٍ العَطَّارُ (ت: 1362هـ).
ولأجل النفع وإتمام الفائدة فقد حُلِّيَتْ طُرَرُه البَهِيَّة، ووُشِيَتْ حواشِيهِ السَّنِيَّة، بـ((شَرح الوِقاية)) لصَدرِ الشَّريعة عُبَيدِ الله بنِ مَسعودٍ المَحبُوبي (ت: 747هـ).
ولكون ((شرح الوقاية)) خالياً من (كتاب الفرائض) كـ((الهداية)) للمرغيناني، فقد تمَّ طبعُ كتابِ ((تسهيل الفرائض)) لمحمد المَرعَشِي زادَه، المَدعُو بساجقلي زاده (ت: 1145هـ)، بالهامش أيضاً.
نسألُ اللهَ تعالى الهِدايةَ والتَّوفِيقَ والسَّدَاد.
المجموعة | مشروع مكتبة طالب العلم من الطبعات القديمة المعتمدة |
الناشر | دار النوادر |
عنوان الناشر | دمشق |
سنة النشر (هجري) | 1434 |
سنة النشر (ميلادي) | 2013 |
رقم الطبعة | 1 |
نوع الورق | كريم شاموا |
غراماج الورق | 70 |
مصدر الورق | ياباني |
قياس الورق | 17 × 24 |
عدد المجلدات | 2 |
عدد الصفحات | 710 |
الغلاف | فني |
ردمك | 9789933497644 |
تأليف/تحقيق | تراث |
تصنيف ديوي |
تحميل
كلمات مفتاحية
روابط مفيدة
ماشاء الله موقع نادر من نوادر فعلا