كتاب عظيم الفائدة، كثير النفع، مشهور بين علماء الحنابلة، معتمد فيما يذكر فيه من المسائل العلمية، ومن تأمل من أهل العلم هذا المختصر، علم أنه من أجمع المتون للمسائل العلمية، وأنه يغني عن كثير من المختصرات الفقهية، ولا يغني عنه غيره.
لقد لخَّص الإمام الموفق أكثرَ هذا الكتاب من كتاب ((الهداية)) للعلامة أبي الخطاب الكلوذاني، حيث قصد الإمام الموفق بتلخيص ((الهداية)) بهذا المختصر المفيد نقلَ المسائل التي لم تُذكَر في ((مختصر الخرقي)) فجاء مصنفاً صغير الحجم، كثير العلم، عظيم النفع.
أما عن منهج الإمام موفق الدين ابن قدامة في هذا الكتاب:
فمن الملاحَظ أنه مشى فيه على طريقة أصله في بعض المواضع، من ذكر الروايات عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى، والوجوه عن أصحابه، على عكس ما صنعه في ((عمدة الفقه)) حيث جعلها على قول واحد، اختاره من بين الروايات عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
وقد ذكر في أول كثير من فصوله بعض الأحاديث الجليلة التي بنى عليها مسائل الفصل، وهذ عمل صالح، ينبه الطالب الذكي على تتبع الأدلة، وطلبها من مظانها.
ولقد بذل المحقق جهداً ملحوظاً لإخراج الكتاب في حلة تليق به، حيث قام بتضمين الكتاب: ترجمة الإمام ابن قدامة المقدسي، بقلم الإمام ابن رجب الحنبلي، وذكرِ شيء من كراماته، وتصانيفه.
كما قام بضبط النص بالشكل التام، وتخريج الأحاديث والآثار الواردة في ثنايا الكتاب، ثم صناعة فهرس خاص بالموضوعات.
ينصح به: كل مسلم يحب التفقه في أمور دينه عموماً، وكل من يلتزم المذهب الحنبلي خصوصاً.