هذا سِفرٌ جليلٌ ماتِعٌ حَوَى مِنْ سِيرةِ المُصطفَى صلى الله عليه وسلم ما لا يكاد يحويه بهذا النَّمَطِ مُؤلَّف، ولا يستوعبُه على هذا الوجه مُصنَّف، لَخَّصَ فيه مؤلِّفُه ما احتوتْ عليه أصحُّ كُتُبِ هذا الشأن، فجمع شَتاتَ ما انتشر فيها من سيرته صلى الله عليه وسلم وأخلاقِه وهَديِه وطريقتِه ومُعجزاتِه وسائرِ أحوالِه الشريفة، وما يتعلق بحضرته السَّنِية المُنِيفة، فخرج كتاباً ماتعاً حلتْ مَشارِبُه، وبزَغتْ في سماء الفضل شُمُوسُه وكَواكبُه.

ومن أهم المصادر والمراجع التي اعتمد عليها المُؤلِّفُ في كتابه هذا:

الشيخُ العَلامةُ أحمدُ بنُ زَيْنِي دَحْلان، مُفتي السَّادةِ الشَّافعيَّةِ بمكَّةَ المُشَرَّفة، وُلِد بها سنةَ (1232هـ)، وتَولَّى الإفتاءَ والتَّدرِيسَ فيها، وفي أيَّامِه أُنشِئَتْ أوَّلُ مطبعةٍ فيها، فطَبَعَ فيها بعضَ كُتبِه، عُنِي بالسِّيَرِ والتارِيخ، وتُوفِّيَ في المدينة المنورة سنة (1304هـ).

من تصانيفه: ((الفتوحات الإسلامية))، و((الجَداوِلُ المَرْضِية في تاريخ الدُّوَلِ الإسلامية))، و((خُلاصةُ الكلام في أُمَراء البَلَدِ الحَرام))، و((الفَتْحُ المُبِينُ في فَضَائلِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ وأهلِ البَيتِ الطاهِرين))، و((السِّيرةُ النَّبَويَّة))، وهو كتابُنا هذا.

 

طُبِعَ هذا الكتابُ عنِ الطبعةِ الأصليةِ المُعتمَدةِ والمَطبُوعة في المطبعة البَهِيَّة بمِصرَ المَحمِيَّة سنةَ (1320هـ)، بالتزام وتعلُّق السَّيِّد مُحمَّد مُصطفَى.

ولأجل النَّفع وإتمام الفائدة، فقد تمَّ طَبعُ هذا الكتابِ على هامش كتاب ((إنسانُ العُيُون في سِيرَة الأمينِ المَأمُون)) لابنِ بُرهانِ الدِّينِ الحَلَبيِّ (975-1044هـ)، والمعروفُ بـ((السيرة الحَلَبية))، نسألُ اللهَ تعالى التَّوفِيقَ وَالسَّدَاد.