الإفصاح عن معاني الصحاح
هذا كتابٌ حافلٌ ماتِع، أجادَ مؤلِّفُه تأليفَه، وأحسَنَ ترتيبَه وتصنيفَه، جمعَ فيه أهمَّ ما اتُّفِقَ عليه وما اختُلِفَ فيه من الفُرُوع الفِقهيَّةِ على المَذاهبِ الفقهية المُتَّبعة الأربعة.
فتَميَّزَ بجَمْعِها في مُصنَّفٍ واحدٍ، ممَّا يُغنِي عن الرُّجوعِ إلى مُصنَّفات المذاهب الأربعة؛ وحَوَى جُملةً مِنَ الفوائد اللطيفة، والنِّكات المُنِيفة، والتي لا نجدُها في غيره من مصنَّفات فنِّه.
وقد صَنَّفَهُ مؤلِّفُه في أثناءِ وِلايته الوِزارة، فاعتَنَى به، وجمع عليه أئمَّةَ المَذاهب، وأوفَدَهُم إليه لأجْلِه، حتَّى أنفَقَ عليه مئةً وثلاثةَ عشَرَ ألفَ دِينارٍ، وحدَّث به، واجتمع الخلقُ العظيمُ لسماعِه عليه، واستنسَخَهُ مُلُوكُ الأطراف ووُزَراؤُها، واشتغلَ به العُلَماءُ والفُقهاء على اختلافِ مَذاهبِهم، يحفَظُونَه ويُدَرِّسُونه في المَدارِسِ والمَسَاجد.
وقد جَاءَ تأليفُه استطراداً مِنْ مُؤلِّفِه في أثناءِ شَرْحِه لكتابِ ((الجَمْع بَيْنَ الصَّحِيحَيْن)) للحُمَيْدي، في كتابه المَوسُوم بـ((الإيضاح عن معاني الصحاح))، وذلك عِنْدَمَا وصَلَ فيه إلى حَدِيث: ((من يُرِدِ اللهُ بِهِ خيراً يفقِّهْه فِي الدِّين))، فَتكلَّم فيه على الفِقْه، وذكَرَ الْمسَائِلَ الْمُتَّفقَ عليها والمُختَلَفَ فيها بَين الأَئِمَّة الأربعة، فأفردَهُ النَّاسُ وجعلُوه مُستقِلًّا، ووَسَمُوه بـ((الإفصَاح)).
أما المؤلِّفُ فهو:
عَونُ الدِّين أبو المُظَفَّر يَحيَى بنُ مُحمَّدِ بنِ هُبَيْرَةَ الذُّهْليُّ الشَّيْبانيُّ الحَنبليُّ، من كبار الوزراء في الدَّولة العَبَّاسية، عالِمٌ بالفقه والأدب، له نَظمٌ جَيِّد، وُلِدَ في قرية (الدُّور) من أعمال دُجَيل بالعراق سنة (499هـ)، ودَخَلَ بغدادَ في صِباه، فتعلَّم صناعةَ الإنشاء، وقرأ التاريخَ والأدبَ وعلومَ الدِّين، واتَّصلَ بالمُقتَفِي لأمر الله، فولَّاه بعضَ الأعمال، وظهرتْ كفاءتُه، فارتفعتْ مكانتُه، ثمَّ استوزَرَهُ سنة (544هـ)، وكان يقول: ما وَزَرَ لبني العباس مثلُه، وهو الذي لقَّبَه بعَون الدِّين، وأقرَّه المُستنجِدُ مِنْ بعدِه في الوِزارة، وكان مُكرِماً لأهل العلم، يَحضُر مجلسَه الفُضَلاءُ علَى اختلافِ فُنُونِهم، واستمَرَّ كذلك إلى أن تُوفِّي ببغدادَ سنةَ (560هـ).
صنَّفَ كتباً، منها: ((الإيضاحُ والتَّبيِينُ في اختلاف الأئمة المجتهدين))، و((الإشراف على مذاهب الأشراف)) فقه، و((الإفصاح عن معاني الصحاح))، وهو كتابُنا هذا، و((المقتصد)) في النحو، و((اختلاف العلماء))، و((مختصر إصلاح المنطق)) لابن السِّكِّيت، وغيرُها.
أصلُ هذا الكتاب:
طُبِعَ هذا الكتابُ عنِ الطبعةِ الأصليةِ المُعتمَدةِ والمَطبُوعة في المَطبعة الحَلَبيَّة بمدينةِ حلبَ الشَّهباء سنةَ (1348هـ)، بتصحيح الأستاذ مُحمَّد الدَّبَّاس.
المجموعة | مشروع مكتبة طالب العلم من الطبعات القديمة المعتمدة |
الناشر | دار النوادر |
عنوان الناشر | دمشق |
سنة النشر (هجري) | 1434 |
سنة النشر (ميلادي) | 2013 |
رقم الطبعة | 1 |
نوع الورق | كريم شاموا |
غراماج الورق | 70 |
قياس الورق | 17 × 24 |
الغلاف | فني |
ردمك | 9789933497590 |
تأليف/تحقيق | تراث |
تصنيف ديوي |
تحميل
كلمات مفتاحية
روابط مفيدة
أود لو تزودونني بمعلومات عن كتاب الإفصاح
في كم مجلد هو وهل هو كامل