يُعتبَر هذا الكتابُ من أوسع وأضبط شروح كتاب (الشِّفا بتعريف حقوق المصطفى) للقاضي عياض، حيث قيل فيه أنه: لا أَفْيَدَ منه ولا أوسعَ في شروح (الشِّفا) كلِّها، المشارقة والمغاربة، فهو من أفضل شروحه وأوفاها.
كما يُعَدّ الأصل المشروح كتاباً عظيمَ النفع، كثير الفائدة،قيل فيه :كتاب لم يؤلّف مثلُه في الإسلام، وهو كتابٌ في شمائل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، كما يُعَدّ من أحسن الكتب المعَرِّفة به صلى الله عليه وسلم فهو من أهم الكتب في الشمائل وصفات النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أولاها العلماء اهتماماً بين مُهَذِّب وشارح ومُدَرِّس حتى عصرِنا.
ومن أشهر وأهم الكتب التي شرحته كتابنا هذا، فقد ضَمّنَ المؤلف أصلَ الكتاب - أي: الشفا - في سياق الشّرح، واهتمّ بشرح المفردات لغةً واصطلاحاً، ويسوق أقوال العلماء منسوبةً إليهم على جهة الإفاضة والإطالة وكشف الإشارات المخفية، ويترجم لبعض الأعلام، ويُعْرِبُ مواضعَ الإشكالات النّحْوية، ويورد فوائدَ أصولية ومسائلَ فقهيّة، ويعيِّن النّكاتِ البلاغية، ويذكر الشواهد من الآيات والأحاديث التي يوجهها، ويعزو بعضها إلى مخرجيها، وقد عَزا البعضَ الآخرَ المعلّق، وهو يورد الإشكالات ويجيب عنها إغناءً للمباحث، فالكتاب موسوعةٌ في الأخلاق والصفات والسنن النبوية.
والكتاب مُقَسَّمٌ أربعةَ أقسام:
القسم الأول: في تعظيم الله تعالى لقدر النبي صلى الله عليه و سلم قولاً وفعلاً.
القسم الثاني: فيما يجب على العباد من حقوقه عليه الصلاة و السلام.
القسم الثالث: فيما يستحيل في حقِّه، وما يجوز وما يمتنع وما يصح.
القسم الرابع: في تصرُّف وُجُوه الأحكام على من تَنَقَّصه أو سَبَّه.

والمؤلّف هو: أحمد بن محمد بن عمر، شهاب الدين الخفاجي المصري (977-1069ﻫ)، قاضي القضاة وصاحب التصانيف في الأدب واللغة، نسبته إلى قبيلة خفاجة، ولد ونشأ بمصر، ورحل إلى بلاد الروم، ثم إلى الشام وحلب، وعاد إلى مصر وولي قضاءاً فيها إلى أن توفي.
بيانات الطبعة الأصلية: طبع هذا الكتاب عن الطبعة الأصلية المعتمدة والمطبوعة في المطبعة الأزهرية بمصر سنة 1325ﻫ بتصحيح ومراجعة الشيخ لإبراهيم الطحاوي الحنفي.