إن الأمة الإسلامية تعيش صحوة مباركة، وهذه الصحوة قد أقضَّت مضاجع الكفار، فلذلك هم يحاولون منعها من النهوض بشتى الوسائل، فهي لن تنهض إلا بعد أن تصابر الأعداء، وتصبر الصبر كله، وتتقي الله ربها، وحينئذ تنال الأمة الإمامة والقيادة، وتكون صحوتها ونهضتها مباركة بإذن الله تعالى.
وإن من أهم ما يكيد به الأعداء هذه الأمة، هو استغلال افتراقها وشتاتها، واختلاف شعوبها وقياداتها.
ومن أهم أسباب هذا الافتراق، ذلك الركام التاريخي الهائل، الذي أجاد القصاص فنَّ سبكه وحبكه، وأتقن أصحاب المصالح استغلاله في تحريك العواطف وكسب التأييد، وتحريك الجماهير وكسب الأموال، حتى أصبح الركامُ السلَّمَ الذي يرتقون ليصلوا إلى أهدافهم.
وإن مما لا يخفى أن الشرارة التي جعل منها القصاصون ناراً، هي ما حصل بين الصحابة رضوان الله تعالى عنهم، بعد وفاة رسول الله r.
إسهاماً في تجلية الحقيقة جاءت هذه الرسالة، باستخدام أسلوب إثارة العواطف والإقناع العقلي، في مقدمة موجزة، وفصلين:
الفصل الأول: تحدث فيه عن التلازم بين الرسول r، وأصحابه، وطرح بعض التأملات، وخلص إلى بعض الحقائق.
الفصل الثاني: تحدث فيه عن بعض المواقف التي عاشها الرسول r، مع أصحابه، ثم تحدث عن تقسيمات المجتمع من خلال سورة التوبة.
ثم ختم الرسالة بخاتمة لطيفة، وفهرس للموضوعات.
ينصح به: كل محبٍّ لرسول الله r وصحابته الكرام، عسى أن يحشر معهم.