دار النوادر
دار النوادرFacebookTwitterLinkedInGoogle
السعادة العظمى
السعادة العظمى
لعل من أندر التراث الفكري الإسلامي للإمام الأكبر المرحوم محمد الخضر حسين، هو ما فاض به بحره في أول ميدان صال فيه وجال، ونعني به المجلة الإسلامية الكبرى ’السعادة العظمى‘ التي كان لها شأن، وأي شأن في صدق الدعوة وإخلاصها لله سبحانه وتعالى.
وقد عثرت في صيف عام 1972م عندما زرت تونس، ومن خلال بقايا مكتبة العم اللغوي المرحوم محمد المكي بن الحسين على مجموعة فريدة من كامل الأعداد التي صدرت من المجلة، وكان قد أعياني البحث عنها في مختلف المكتبات العربية ـ العامة منها والخاصة ـ سواء في دمشق أو بيروت أو القاهرة، ولكن دون جدوى حتى وقعت على هذه المجموعة النادرة، وإنها مشيئة الله أن يبقى هذا الأثر في حفظ حتى ينشر بين الناس، وأن لا يضيع هذا الجهد الإسلامي العظيم مع الأيام.
وثمـة مجموعـة من مجلة ’السـعادة العظمى‘ طالعتها في دار الكتب الوطنية بتونس، غير أن أعدادها ناقصة.
وإني أرى من الواجب أن أشير إلى مجلة ’السعادة العظمى‘ إشارات خاطفة؛ وفاء للشيخ أولاً، وللتاريخ من بعد، وإن هي إلا كلمة موجزة:
صدر العدد الأول من مجلة ’السعادة العظمى‘ في 16 محرم من عام 1322 هجري بِقطْع من الورق الجيد، مقياس 17 ـ 24سم، وبعدد من الصفحات لا تتعدى 16 صفحـة، وقد جـاء تحت عنوان المجلـة ما يلـي: ’مجلة علمية، أدبية، إسلامية تصدر في غرة كل شهر عربي، وفي سادس عشره‘.
ما إن صدرت المجلة حتى استقبلها أهل العلم والأدب بحفاوة تتناسب والمكانة العلمية المرموقة التي يتمتع بها صاحبها لدى كافة الأوساط الفكرية، سواء في العالم الإسلامي، أو في مكان صدورها تونس، وخاصة في جامع الزيتونة أكبر معهد إسلامي في المغرب العربي، وكيف لا يحتفل بها الزيتونيون؟ وصاحب المجلة طود من أطواد تلك القلعة الإسلامية الخالدة التي تخرَّج منها الثائرون على الاستعمار الفرنسي، والذين قادوا الحركات الاستقلالية في تونس والجزائر والمغرب.
ولا أدل على صـدق الصـورة التي خرجت فيها المجلة إلى النـور من التقاريض التي يطالعها القارئ في مقدمة هذا الكتاب، والتي أثبتناها بنصوصها الكاملة؛ حفاظاً على قيمتها الأدبية، ومن أهم التقاريض التي وردت إلى المجلة، ما بعث به العلامة القدوة الشيخ سيدي محمد المكي بن عزّوز
ـ وهو خال الإمام ـ ومما جاء في التقريض قوله:
’وبالجملة فتلك مفخرة للخضراء بين الممالك، ويفهم من آثار أهلها اعترافهم بذلك، وأبلغكم ـ لتحمدوا الله ـ أن كل من رآها هنا في الآستانة العلية أُعجب بها، وتحقق بمجموع ما احتـوت عليـه نموَّ العلم في تونـس ونشاط طالبيه، وأن سـوق التفنن بجامع الزيتونة معمور، وهذا مما يعم به في العالم الإسلامي السرور، والمظنون أن سيكون لها شأن يعتبره المشرقان والمغربان...‘.
ولا أطيل الحديـث عن التقريض، فهذا مما يطالعـه القـارئ في هذا الكتاب، كما لا أطيل الكلام على نهج المجلة وأبوابها، فإن مقدمة الإمام في هذا الأثر هي مقدمة مجلة ’السعادة العظمى‘ بالنص الكامل، وإن دراسة المقدمة توضِّح سياسة المجلة في شتى العلوم والفنون، وأنها وزعت على أبواب، باب يشمل الافتتاح بمقالة تتخذ مظهراً تقتضيها المحافظة على حياة مجدنا القديم، وباب تعده معرضاً لعيون مباحث علمية، وباب للآداب، وباب رابع للأخلاق، وباب آخر للأسئلة والاقتراحات، ثم خاتمة في مسائل شتى.
ولئن قوبلت المجلة بالترحاب، وملأت فراغاً كبيراً في ميدان الثقافة الإسلامية في تونس، فإنها كانت وخزاً للمستعمر الفرنسي الذي دأب منذ صدورها على محاربتها، وملاحقة صاحبها، ومضايقته بشتى الطرق، حتى تم له إغلاقها ولم يمض عام على صدورها، وكان عددها الأخير يحمل عدد 21 غرة ذي القعدة 1322ﻫ.
وقد حدثني سيدي الوالد الشيخ زين العابدين ـ رحمه الله ـ: أن العم الإمام كان يصدر المجلة من داره في العاصمة تونس ’نهج رحبة الغنم‘، وكانت داره منتدى إسلامياً كبيراً يؤمه رجال العلم والأدب من تونسيين وعرب، وهذا هو السبب الذي دفع الاستعمار الفرنسي للتضييق على الشيخ مما أدى به الأمر إلى مغادرة البلاد تحت وطأة الاضطهاد، يتابعه حكم بالإعدام يحول بينه وبين العودة إلى الوطن.
وقد عمدت عند تحقيق هذه المجلة، وإعداد مباحثها التي كتبها الإمام الأكبر فقط للطبع، إلى جعل مقدمة المجلة مقدمة لهذا الكتاب الذي له نفس اسم المجلة ’السعادة العظمى‘، ومن ثم أوردت التقاريض حسب تسلسل نشرها في مختلف الأعداد، ومن بعد يطالع القارئ آثار الإمام التي نشرها في المجلة، وقد رتبتها بثلاثة فصول: يضم الفصل الأول المباحث العلمية، والفصل الثاني المباحث الأدبية، وأخيراً الأسئلة والأجوبة.
والله سبحانه وتعالى نسأل السداد والتوفيق.
   المجموعةمـوسوعة الأعمـال الكاملـة للإمام محمد الخـضر حسيـن
   الناشردار النوادر التونسية
   عنوان الناشرتونس
   سنة النشر (هجري)1432
   سنة النشر (ميلادي)2011
   رقم الطبعة2
   نوع الورقكريم شاموا
   غراماج الورق70
   مصدر الورقياباني
   قياس الورق17 × 24
   عدد المجلدات2
   عدد الصفحات219
   الغلافغلاف
   ردمك9789933418748
   تأليف/تحقيقتأليف
   تصنيف ديوي
USD15
https://daralnawader.com/السعادة-العظمى
 تحميل
 كلمات مفتاحية
 تعليقات الزوار
حسان: 

كتاب رائع لكاتب متيز

2014-05-20 11:48:41 am
عمر: 

كتاب جيد جدا

2014-05-20 11:48:41 am
عبد الله: 

عمل عظيم

2014-05-20 11:48:41 am
اسم المستخدم
كلمة المرور
 مشاركة