دار النوادر
دار النوادرFacebookTwitterLinkedInGoogle
قصص سورة الكهف في الديانات السماوية الثلاث
قصص سورة الكهف في الديانات السماوية الثلاث
يُعَدُّ هذا الكتابُ مَرجِعًا له قدْرُه وقيمتُه في علم مقارَنة الأديان عامَّةً، وفي تفسير القرآن الكريم على وجه الخُصوص؛ إذ من المعلوم أنَّ تراثَنا الإسلاميَّ يُعَدُّ الأصلَ والمَصدَرَ الوحيدَ للتفسيرِ دونَ اعتبارٍ للتراث اليهودي العبري أو التراث النصراني السِّرياني.
ومن المَعرُوفِ وُجودُ أكثرَ من مئتي تفسيرٍ مختلفةٍ في طُرِقها ومَناهِجِها، وكانتْ ولا تَزَالُ مليئةً بالقِصص الإسرائيلية التي لا صِحَّةَ لها في دِينِنا الحَنِيف؛ إذ لم يَرِدْ لها ذكرٌ في القرآن الكريم، ولا في صَحِيحِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّة.
فكان ما مَيَّزَ هذا الكتابَ تَتَبُّعُ تُراثِ الأُمَمِ السَّابِقَةِ تارِيخِيًّا وعَقَدِيًّا، وذلك مِنْ خِلالِ الرجوعُ إلى تراث كل دِيانة في لُغتِها الأصليَّةِ، العِبْرِيَّةِ منها والسِّرْيانيَّة، وإجراءُ مقارَنةٍ شاملةٍ مع ما وَرَدَ بخُصُوصِها في كُتُبِ التَّفسِير.
كما تُعتَبرُ قِصَصُ القرآنِ الكريمِ مِنَ المَجالاتِ المُمتِعةِ والمُشَوِّقة عامَّةً، مع ما تضمَّنَتهُ مِنْ إعجازٍ بلاغيٍّ تميَّز به عن سائر الكُتُبِ السَّمَاوِيَّة، لكنَّها لم تَحظَ باهتمام جُلِّ الباحثين في الدراسات الشرقية؛ كونَها محلَّ خِلافٍ بينَ المُفسِّرينَ والباحِثِينَ المُسلِمِين.
وعلى الرَّغم مِنْ أنَّ قِصَصَ القُرآنِ هي من الأمور الغَيبِيَّةِ، إلا أنَّها لا تَخلُو غالبًا مِنْ دلالاتٍ في تُراثِ الأمم السَّامِيَّة السابِقة، كما كانَ لبِعضِ القِصصِ التي ورَدَتْ في الكُتُبِ المُقدَّسةِ مَثِيلٌ في قِصَصِ تُراثِ شُعُوب الشَّرقِ القَدِيم.
وتعتبرُ سُورةُ الكهفِ مِنَ السُّورِ التي شَمَلتْ على كثيرٍ مِنَ القِصَصِ التي لم نجدْ كتاباً تَناوَلَ تفسيرَها من خلال تُراثِ السابقين.
وقد تضمَّنتْ سُورةُ الكهفِ ثلاثَ قِصَصٍ عَجِيبةٍ، ومَثَلَينِ رائِعَين؛ قِصَّةُ أصحابِ الكهفِ، وقِصَّةُ مُوسَى وفَتَاهُ والعبدُ الصَّالحِ، وقِصَّةُ ذِي القرنين وأمرُ يأجوج ومأجوج.
والمَثَلُ الأوَّلُ هو مَثَلُ الرَّجُلَين اللَّذَينِ جَعَلَ اللهُ تعالى لأحدِهِما جَنَّتَينِ مُثمِرَتَينِ، وأمَّا المَثَلُ الثاني فهو مثلُ الحياةِ الدُّنيا.
ويقتصر هذا الكتابُ على دراسةٍ القصص الثلاث دون المثلين؛ لِمَا يَكتَنِفُ هذه القصصَ مِنْ غوامضَ لا يزالُ السِّتارُ مَسدُولًا على حَقائِقها.
وبعدَ العَرضِ التاريخيِّ الدَّقِيقِ والدِّراسةِ المُقارَنةِ العَمِيقة لقِصصِ سُورةِ الكَهفِ، تَمَّ الخُلُوصُ إلى نتائجَ غايةٍ في الأهمية، كانَ مِنْ أبرزِها:
  • أنَّ أصحابَ الكَهفِ الوارد ذكرهم في القرآن الكريم هم جماعةٌ مِنْ فِرقَةِ الآسِيِّينَ، وهي فِرقةٌ متأخِّرةٌ من اليهود، كانت تؤمن بشريعة موسى عليه السلام، وكانوا أوَّلَ من اتبع رسالةَ المسيح عليه السلام، ممَّا عرَّضهم للظُّلمِ والاضطهاد مِنْ قِبَلِ فِرقة الصَّدُوقِيِّينَ  التي كان لها النُّفُوذُ والسُّلْطةُ آنَذاك.
  • أنَّ الرَّقِيمَ الوارِدَ في قصة أهل الكهف ليسَ اسمًا لعَلَمٍ مِنْ شخصٍ أو مكان، وليسَ كتابَ تاريخِهم وسِيرتِهم؛ إنما هو الكتابُ الذي فيه شرعُهم.
  • قِصَّةُ موسَى وفَتاهُ والعَبدُ الصَّالِحُ لم تَرِدْ في التَّوراة أو شُرُوحِها، ولا في كِتابَاتِ النَّصَارَى والسِّريانِ كافَّة، وإنَّما ورَدَتْ في الأجادة اليهودية - وهي قصص النوادر والحكايات - منسوبةً  إلى إلياهو النبي، وليست إلى موسى عليه السلام.
  • لم يثبُتْ في حقيقة ذي القَرْنَينِ شيءٌ سِوَى ما وَرَد في القرآن الكريم مِنْ أنَّه عبدٌ من عباد الله الصالحين الذين مَكَّنَ لهم في الأرض، ولم يرد في السنة النبوية والأقوال المتناثرة هنا وهناك شَيءٌ يقومُ معه الدِّلِيلُ عن اسمِه ونَسَبِه وسِيرته وخَبَرِه.
  • يأجوجُ ومأجوجُ همُ القَبِيلةُ الثالثةُ عَشَر من نَسلِ يافثَ بنِ نُوحٍ عليه السلام، وهي التي ردم عليها ذو القرنين، وما جاء في سورة الأنبياء عن يأجوجَ ومأجوجَ لا يَمُتُّ بِصِلةٍ إلى ما جاء عنهُما في سورة الكهف، والذي يَغلِبُ على الظَّنِّ أنَّ المُرادَ بيأجوجَ ومأجوجَ الذينَ ورَدَ ذِكرُهم في سُورةِ الأنبياءِ هم يَهودُ هذا العَصْرِ ومَنْ على شاكِلَتِهم.
وقد تَضَمَّنَ هذا الكتابُ مَدخَلاً وخَمسةَ أبواب:
تَضَمَّنَ المَدخَلُ تعريفاً بِسُورة الكهف، وبالتفسير، والإسرائيليات، والاستشراق، ولُغةِ وَأدَبِ السِّريان النَّصَارَى.
وتَضَمَّنَ البابُ الأوَّلُ قصِّةَ أصحابِ الكَهفِ والرَّقِيمِ في الدِّياناتِ السَّمَاوِيَّة الثَّلاث.
أمَّا البابُ الثاني فقد ذَكَرَ قِصَّةِ مُوسَى معَ العَبدِ الصَّالِحِ في الدِّياناتِ السَّماوِيَّة الثَّلاث.
والباب الثالث تَحَدَّثَ عن قِصَّةِ ذي القَرْنَينِ وأَمْرِ يأجُوجَ ومَأجُوجَ في الدِّيَاناتِ السَّماوِيَّة الثَّلاث.
وقد تَحدَّثَ البابُ الرابع عن القِصَصِ الثَّلاثِ في ضَوءِ المَنْهَجِ المُقارَن.
أمَّا البابُ الخامِسُ فقد تكلم عن تفسيرِ سُورةِ الكهفِ في ضَوء المَنْهَجِ المُقارَن.
 
أما المُؤلِّفُ فهو:
إبراهيمُ ثَرْوَت عَافِية، الحائزُ على شَهادَةِ المَاجِسْتِيرِ برُتبة امتيازٍ منْ كُلِّيَّةِ اللُّغَاتِ والتَّرجَمَةِ قِسْمِ اللُّغَةِ العِبرِيَّةِ وآدابِها في جامِعةِ الأزهَرِ الشريف بمِصرَ، وذلك سَنةَ 2011م.
   المجموعةمكتبة الرسائل الجامعية العالمية
   الناشردار النوادر
   عنوان الناشردمشق
   سنة النشر (هجري)1435
   سنة النشر (ميلادي)2012
   رقم الطبعة1
   نوع الورقكريم شاموا
   غراماج الورق70
   قياس الورق17 × 24
   عدد المجلدات2
   عدد الصفحات1092
   الغلاففني
   تأليف/تحقيقتأليف
   تصنيف ديوي
USD32
https://daralnawader.com/قصص-سورة-الكهف-في-الديانات-السماوية-الثلاث
 تحميل
 كلمات مفتاحية
 تعليقات الزوار
اسم المستخدم
كلمة المرور
 مشاركة