مؤلفات الجاحظ مصدراً من مصادر معجم اللغة العربية التاريخي دراسة في المستويات اللغوية
مثَّل النشاط اللغوي في التجربة العربية القديمة مظهراً مهماً من مظاهر ارتباط التطور الفكري بتطور الخطاب اللغوي بين ميدان المعرفة ونظام اللغة، ولما كان التطور الفكري والحضاري في العربية قد قام جزء منه على الاستفادة من تجارب الشعوب التي انتظمتها الحضارة الإسلامية بأبعادها الثقافية المتنوعة، فإن تطور العربية لم يكن كذلك ضرباً من النمو التلقائي، بل كان أيضاً شكلاً فنِّياً قائماً على توسيع متعمَّد لبُنية العربية قصد استيعاب نشاط اجتماعي ثقافي، وإنتاج فكري علمي وأدبي.
لذلك فإن البحث في تطور العربية لا يمكن أن يتم بمنأى عن قضايا المعجم العامة، سواء في المستوى النظري أو التطبيقي.
في هذا الإطار أردنا معالجة نصوصٍ من أهم مؤلفات الجاحظ (البخلاء والحيوان والبيان والرسائل) باعتبارها نموذجاً لعربية الاستعمال في عصر متقدم من تاريخ هذه اللغة في علاقتها بما جاورها من اللغات والثقافات.
فهذه دراسة لسانية معجمية لجوانب من مواقف الجاحظ اللغوية، ومن آرائه في التطور اللغوي، وفي علاقة المنوال بالاستعمال، وبتقاطع التاريخ مع النظام، وأثر كل ذلك في واقع اللغة العربية، بين الممكن اللغوي ودور المتكلم في تكييفه مع المقام، وبين الرصيد المنجز، ودور المعجم في الدفاع عن استقراره أو انغلاقه.
لذلك فإن البحث في تطور العربية لا يمكن أن يتم بمنأى عن قضايا المعجم العامة، سواء في المستوى النظري أو التطبيقي.
في هذا الإطار أردنا معالجة نصوصٍ من أهم مؤلفات الجاحظ (البخلاء والحيوان والبيان والرسائل) باعتبارها نموذجاً لعربية الاستعمال في عصر متقدم من تاريخ هذه اللغة في علاقتها بما جاورها من اللغات والثقافات.
فهذه دراسة لسانية معجمية لجوانب من مواقف الجاحظ اللغوية، ومن آرائه في التطور اللغوي، وفي علاقة المنوال بالاستعمال، وبتقاطع التاريخ مع النظام، وأثر كل ذلك في واقع اللغة العربية، بين الممكن اللغوي ودور المتكلم في تكييفه مع المقام، وبين الرصيد المنجز، ودور المعجم في الدفاع عن استقراره أو انغلاقه.