الموفي في النحو الكوفي
عندما اتسعت رقعة الفتوح الإسلامية، انتشر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وخالطوا صفراء الأمم وحمراءها، واحتكت لغتهم بلغتهم، ولم تكد تستقر بهم الحواضر حتى آنسوا فارط اللحن يتمشى في حواشي لغتهم، ويدب على ألسنة أحداثهم، فراعهم ذلك، وعز عليهم أن تطغى العجمة على لغتهم، فحفزت الحمية الدينية رجالاً منهم لنصرتها والذب عنها.
وكان مجليَّ الحلبة في هذا المضمار، أبو الأسود الدؤلي، بإرشاد من الإمام علي رضي الله عنه، فقام باستخراج طائفة من المسائل، واستنباط بعض القواعد أسماها ’النحو‘.
وأبو الأسود وإن كان كوفي المولد، إلا أنه بصري النشأة، لذلك بقي النحو ربيباً للبصريين، ثم انتقل بعض البصريين إلى الكوفة واتخذها دار إقامة له، وأخذ ينشر النحو بين ظهرانيها.
وأشهر من تخرج من الكوفة أبو الحسن الكسائي، فهو في الكوفة بمكانة الخليل بن أحمد عند البصريين، وعلى يده انماز نحو الكوفة عن نحو البصرة، واحتدم الجدال وتطاير شرر المناقشة بين الفريقين.
وبالجملة فإن مذهب البصرية أضبط قياساً، وأتقن دراية، ومذهب الكوفيين أكثر تشعباً، وأوسع رواية، ولاشك أن البصريين في تشددهم وتحكيم قوانينهم ضيقوا على العربية واسعاً في كثير من المواطن التي تتطلب السعة.
وهذه الرسالة وضعها مؤلفها على مذهب الكوفيين ومصطلحاتهم، لأنه وجدها قد أهملت، وهي بحاجة إلى النظر والتبصر من أهل التأويل والفقهاء والعلماء، ويبنى عليها وجوه من القراءات والروايات المحتملة عن الفصحاء والبلغاء.
وكان مجليَّ الحلبة في هذا المضمار، أبو الأسود الدؤلي، بإرشاد من الإمام علي رضي الله عنه، فقام باستخراج طائفة من المسائل، واستنباط بعض القواعد أسماها ’النحو‘.
وأبو الأسود وإن كان كوفي المولد، إلا أنه بصري النشأة، لذلك بقي النحو ربيباً للبصريين، ثم انتقل بعض البصريين إلى الكوفة واتخذها دار إقامة له، وأخذ ينشر النحو بين ظهرانيها.
وأشهر من تخرج من الكوفة أبو الحسن الكسائي، فهو في الكوفة بمكانة الخليل بن أحمد عند البصريين، وعلى يده انماز نحو الكوفة عن نحو البصرة، واحتدم الجدال وتطاير شرر المناقشة بين الفريقين.
وبالجملة فإن مذهب البصرية أضبط قياساً، وأتقن دراية، ومذهب الكوفيين أكثر تشعباً، وأوسع رواية، ولاشك أن البصريين في تشددهم وتحكيم قوانينهم ضيقوا على العربية واسعاً في كثير من المواطن التي تتطلب السعة.
وهذه الرسالة وضعها مؤلفها على مذهب الكوفيين ومصطلحاتهم، لأنه وجدها قد أهملت، وهي بحاجة إلى النظر والتبصر من أهل التأويل والفقهاء والعلماء، ويبنى عليها وجوه من القراءات والروايات المحتملة عن الفصحاء والبلغاء.