إن لله رجالاً اصطفاهم وقيَّضهم لخدمة هذا الدين العظيم، فجعلهم ربانيين مخلصين، حملوا الأمانة باليمين، وذادوا عن كتاب الله، وسنة رسوله ومصطفاه، ونفَوا عنهما تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وإفساد الزائفين الزائغين.
وبما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم، كان كلامه مشتملاً على أنواع المعارف والعلوم، جامعاً من الأحكام ما دقَّ منها وما جلَّ، فكان لأولئك الأئمة مشارب شتى في مصنفاتهم الحديثية.
ومن أبرز الكتب التي عنيت عناية خاصة بجمع جوامع الكلم، كتاب صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلمالشهاب))، حيث جمع فيه مجموعة كبيرة من جوامع الكلم، ثم جاء العلامة ابن بدران فقام بشرحها، وختم الكتاب بشرح مجموعة من الألفاظ التي اصطلح عليها العلماء في هذا الفن.
وقد قام المحقق بخدمة الكتاب مقسماً إياه إلى قسمين:
القسم الأول: عرف بالكتاب وبمكانته عند أهل العلم، وعدد أحاديثه، مع بيان خطة الشارح وطريقته فيه، والمآخذ على الشرح، ووصف النسخة الخطية، وبيان منهج التحقيق، ثم ترجمة العلامة عبد القادر بن بدران، ترجمة وافية.
القسم الثاني: النص المحقق، ويتضمن ترجمة القاضي القضاعي صاحب الشهاب، ومقدمة المؤلف، وشرحها.
وتتميماً للفائدة وضع فارس علمية تزيد من قيمة الكتاب العلمية.
ينصح به: كل باحث عن الفصاحة والبلاغة في كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومريد للحكمة والموعظة الحسنة.