دار النوادر
دار النوادرFacebookTwitterLinkedInGoogle
الإمام محمد الخضر حسين وإصلاح المجتمع الإسلامي - تونس
الإمام محمد الخضر حسين وإصلاح المجتمع الإسلامي - تونس
أصبحتِ (نفطةُ) فوقَ كلِّ لسانِ
وفَخَرْتِ بـ (الخِضْرِ) عظيمِ الشّانِ

وغدوتِ جوهرةَ الثقافةِ منذ أنْ
وُلِدَ الإمامُ بحضنِكِ الريّانِ

و(الكوفةُ الصُّغرى) تُسمَّى بعدَهُ
بـ (الكوفةِ الكبرى) مِنَ الأوطانِ

تتوجّهُ الأنظارُ نحوكِ كلَّما
ذُكِرَ الإمامُ بمجلسِ الإيمانِ

لكِ في القلوبِ وفي العيونِ مكانةٌ
ما حازَها بلدٌ من البلدانِ
زهت مدينة ’نفطة‘ أو (الكوفة الصـغرى) ـ كما عُرفـت عبر تاريخها العريق ـ خلال أيام 16 ـ 17 ـ 18 جانفي كانون الثاني من عام 2009م التي انعقدت فيها (الندوة العلمية العالمية الأولى للإمام العلامة محمد الخضر حسين وإصلاح المجتمع الإسلامي)، وارتدت، وتزيّنت بأبهى وأحلى وأجمل حللها القشيبة، وتعلقت على جدرانها العتيقة البديعة لافتاتٌ احتوت ما جَمُلت قراءتُه، وجلّت معانيـه من أقوال الإمام الخضـر حسـين ـ رضوان الله تعالى عليه ـ، وبدت في بهجة عيد انتظرته طويلاً.
أقول: برزت ’نفطة‘ من بلاد الجريد ـ مولد الإمام محمد الخضر حسين ـ وضاءةَ الوجه، رافعةَ الجبين، تتباهى وتجرُّ ذيول الفخر والاعتزاز بوليدها وابنها البارّ الإمام، الذي أجمع العالَمان العربيُّ والإسلامي على مكانته السامية، وفضله وعلمه الوفير، ونضاله من أجل تونس والعرب والإسلام، وأوقف حياته في هذا الميدان ـ محتسباً أوّاباً صدّيقاً ـ إلى رب العالمين، إلى الله ـ جل وعلا ـ الذي لم يعبد سواه، ولم يمالئ أو يدارِ أحداً من الخلق في دنياه، مردِّداً قوله في بيته الشعري الشهير:
أنا لولا همةٌ تحدو إلى
خدمةِ الإسلامِ آثرتُ الحِماما

وقوله الذي كان كثيراً ما يردّده:
ولولا ارْتياحي للنضالِ عن الهدى
لَفَتَّشتُ عن وادٍ أعيشُ به وَحْدي

هذا قوله الصادق، وقلبه السليم، وعمله الدؤوب طوال حياته المباركة، وكتابُه الذي حمله بيمينه للقاء رب العالمين.
إن مبادرة (الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث الفكري التونسي) بإقامة هذا الملتقى الإسـلامي الجامـع، عملٌ أُكبره وأُجِلُّه، وأُثني وأُحَيي القائمين عليه، فقد آن لتونس أن تكرِّم عظماءها وعلماءها، ورجالها المناضلين المخلصين بحق وأمانة، وأن ترفعهم إلى مكانتهم اللائقة والمستحقة لهم، لاسيما أولئك الذين هاجروا من ديارهم، وانتقلوا في آفاق الدنيا حاملين رسالة الوطن الكبرى، رسالَة الاستقلال وطرد الغاصب المحتل؛ من أجل أن تتبوّأ تونس مكانها بين كواكب الدول في سماء الحرية والسيادة... وأن يتطلع إليها العالم كأمـة أنجبت الأفـذاذ والنبغاء وروّاد الكفاح، وزاحمت بمنكبيها سائر الأقطار المتقدمة والمتطلعة دوماً إلى المستقبل؛ لتقول: إن فيها رجالاً مفكرين ومبدعين، ومناضلين أحراراً وأشرافاً يستحقون أن ينالوا بفضل علمهم وعملهم أعلى المناصب السياسية والدينية، وأرفعَها منزلة؛ كمشيخة الأزهر التي ارتقى إليها الإمام محمد الخضر حسين بقوة إيمانه وتقواه وورعه، وعلومه التي زوّده بها الجامع الأعظم ـ جامع الزيتونة في تونس ـ، وضم إليها علوم الجامع الأزهر، فتوّجته إرادة الله ـ سبحانه وتعالى ـ شيخاً للجامع الأزهر.
والله ـ سبحانه وتعالى ـ يكافئ رجاله الصادقين المخلصين في دنياهم قبل أن يُثيبهم في آخرتهم أولئك ﴿الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا﴾[فصلت: 30].
والحديث عن سالف الزمن لم يعد من المفيد ذكرُه في هذه المقدمة. عندما حاول الطغيان والجهل والغباء أن يطمس وجه تونس المشرق، ورجالاتها وزعماءها المخلصين. والله ـ سبحانه وتعالى ـ عنده الجزاء والحساب.
ولكن بعد زوال الغمّة، وانكشـاف العـسر والهيمنة والضياع، عادت تونس إلى تاريخها الصحيح الصادق، وفتحت صفحاتها الناصعة المضيئة والحمد لله.
لقد كان من حق الجزائر أن تحتفل بالإمام محمد الخضر حسـين من خلال الملتقى الهام الذي أقامته (الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية) في مدينة ’بسـكرة‘ أيام 25 ـ 26 ـ 27 ديسـمبر كانون الأول 2007م. كذلك من حق تونـس أن تقيم المهرجـان العلمي العالمـي الأول خلال أيام 16 ـ 17 ـ 18 جانفي كانون الثاني 2009م... بل ومن الجدير بالعالم الإسلامي أن يقيم الندوات والدراسات حول الإمام.
إن هـذه الندوات والملتقيات حافـز للمثقفين والدارسـين والباحثين لاستكشاف آراء الإمام الإصلاحية، ودعوته الإسلامية، ونضاله السياسي. لا للدراسة والقراءة، بل للعمل بموجبها في كافة مناحي الحياة، وهي في حقيقتها منارة من منارات الشريعة الإسلامية، هذه الشريعة التي هي صالحة لكل زمان ومكان.
إن ميزات هذه التظاهرات العلمية، تعبير عما تكنه الأمة من تقدير واحترام لرجالها الأوفياء، وإن ما نَنشده هو الانتفاع، والاستثمار لتراث الإمام وأفكاره وعلومه المبثوثة في الكتب التي نشرناها له، والتي يأمل الإمام أن تكون دعوة صالحة عند الله تعالى.
ليس من المهم مطلقاً أن نكتفي بإطـلاق الصـفات عليه، سـواء كان إصـلاحياً، أو تجديدياً، أو تنويرياً، فإن فكر الإمـام ـ بمواهبـه المتعـددة في كل ميدان من ميادين العمل الإسـلامي ـ يدعونا إلى الأخـذ به، والسـير على منهاجه؛ لأن النهج الذي دخله من باب الإسـلام، ولخدمة الإسـلام، ولا غاية من وراء ذلك إلا أن يرى الإسـلام عزيز الجانب؛ لأنه الدين الذي اختاره الله لعباده.
والحمد لله على ما هدى. والحمد لله على نعمة الإسلام
   المجموعةمـوسوعة الأعمـال الكاملـة للإمام محمد الخـضر حسيـن
   الناشردار النوادر التونسية
   عنوان الناشرتونس
   سنة النشر (هجري)1432
   سنة النشر (ميلادي)2011
   رقم الطبعة2
   نوع الورقكريم شاموا
   غراماج الورق70
   مصدر الورقياباني
   قياس الورق17 × 24
   عدد المجلدات1
   عدد الصفحات327
   الغلافغلاف
   ردمك9789933418779
   تأليف/تحقيقتأليف
   تصنيف ديوي
USD15
https://daralnawader.com/الإمام-محمد-الخضر-حسين-وإصلاح-المجتمع-الإسلامي---تونس
 تحميل
 كلمات مفتاحية
 تعليقات الزوار
اسم المستخدم
كلمة المرور
 مشاركة